الآداب النبوية في النوم وأثرها في صحة الفرد والمجتمع
بسم الله الرحمن الرحيم
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
بجملة من التدابير التي ندب كل مسلم أن يفعلها قبل
نومه، حماية له من التعرض لأخطار محتملة، وذلك لأن النائم في غفلة كاملة
عما يحيط به، وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن هذه النار عدو لكم، فإذ ا نمتم فأطفئوها عنكم"، صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6294 وروى جابر رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال "أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب"، صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6296 ، أوكوا الأسقية: شدوا فم القرب ، وخمروا الطعام - أي غطوه -".
لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرا من أمور
الدنيا والآخرة إلا أمر أمته به، كما حذرهم من شر ما يعلمه، وكان الناس
يستضيئون بفتيلة يغمسونها في الزيت أو الدهن، فإذا نام أهل البيت وتركوا
المصابيح أو الفتيلة مشتعلة فقد تجرها فأرة فتحرق البيت، وآنية الطعام إذا
بقيت مكشوفة فقد تقع فيها الهوام والغبار والحشرات وهذا كله ضار، لذا فقد
دعت السنة النبوية إلى تغطية آنية الطعام والشراب وشد فم القرب، وإلى غلق
الأبواب ليلا على المنازل لحماية أهلها من شياطين الإنس والجن ومن اللصوص،
وإن الإنسان المنصف ليعجب من دقة التوجيه النبوي وحرصه على حفظ مصالح
الناس وجعل ذلك من صميم تعاليم الشريعة المطهرة.
تؤكد أبحاث علم الصحة إن على المرء إن أراد النوم
الهادئ أن يغتسل قبل أن ينام أو أن يغسل وجهه ويديه وأن ينظف أسنانه
بالمعجون والفرشاة، وهذه أمور تتوافق مع الهدي النبوي، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا
أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم
أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رهبة ورغبة إليك
، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي
أرسلت ، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول . فقلت أستذكرهن :
وبرسولك الذي أرسلت . قال : لا ، وبنبيك الذي أرسلت" الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6311
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ، وعن
عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام
وهو جنب غسل فرجه ثم توضأ وضوءه للصلاة "، الراوي: عائشة
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 288 ، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، كما حضّ النبي الكريم في أحاديث كثيرة على استعمال السّواك.
يقول ابن القيم "لما كان النائم بمنزلة الميت وكان
محتاجا لأن يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من طوارق الآفات، وكان فاطره
تعالى هو المتولي لذلك وحده، علّم النبي صلى الله عليه وسلم النائم أن
يقول كلمات التفويض والالتجاء والرغبة والرهبة ليستدعي به كمال حفظ الله
له وحراسته لنفسه وبدنه، وأرشده إلى أن يستذكر الإيمان وينام عليه فإنه
ربما توفاه الله في المنام، فإذا كان الإيمان آخر كلامه دخل الجنة، فتضمن
هذا الهدي مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة"، وعن
أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال
"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا
مؤوي"،الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2715
خلاصة حكم المحدث: صحيح ، وعن
أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أوى
أحدكم إلى فراشه ، فليأخذ داخلة إزاره ، فلينفض بها فراشه ، وليسم الله .
فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه . فإذا أراد أن يضطجع ، فليضطجع على
شقه الأيمن . وليقل : سبحانك اللهم ! ربي بك وضعت جنبي . وبك أرفعه . إن
أمسكت نفسي ، فاغفر لها . وإن أرسلتها ، فاحفظها بما تحفظ به عبادك
الصالحين" . وفي رواية : بهذا الإسناد . وقال : ثم ليقل : باسمك ربي وضعت
جنبي . فإن أحييت نفسي ، فارحمها
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2714
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه صلى الله
عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك
الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري
إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي
أنزلت ونبيك الذي أرسلت، واجعلهن آخر كلامك فإن متّ متّ وأنت على الفطرة "
الراوي: البراء بن عازب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2710
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يمكن أن يكون الاضطجاع على الفراش، على البطن أو
على الظهر أو على أحد الشقين؛ الأيمن أو الأيسر، فما هي الوضعية الأمثل
لعمل الأعضاء؟
حين ينام الشخص على بطنه يشعر بعد مدة بضيق في
التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند
الشهيق والزفير، كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات
الرقبية، ومن المعجز حقا توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث " بينما أنا مضطجع في المسجد إذا برجل يحركني برجله فقال : إن هذه ضجعة يبغضها الله . قال : فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الراوي: طخفة بن قيس الغفاري المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم:
4/477 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
، أما النوم على الظهر فإنه يسبب التنفس الفموي، لأن الفم ينفتح عند
الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي، لكن الأنف هو المهيأ للتنفس،
لما فيه من أشعار ومخاط لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية
المهيأة لتسخين الهواء، وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة
بنزلات البرد والزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة ومن ثم إلى
التهابها، إضافة إلى أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة
اللثوية، وفي هذه الوضعية أيضا فإن شراع الحنك واللهاة يعارضان فرجان
الخيشوم ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط والشخير، كما يستيقظ المتنفس من
فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية، إلى جانب رائحة فم كريهة، كما
أنها تضغط على ما دونها عند الإناث، فتكون مزعجة كذلك، وهذه الوضعية غير
مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيما.
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضا لأن
القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى، مما يؤثر
في وظيفته ويقلل نشاطه، خاصة عند المسنين، كما تضغط المعدة الممتلئة عليه
فتزيد الضغط على القلب، والكبد لا يكون ثابتا، بل معلقا بأربطة وهو موجود
على القلب وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها، وهنا يكون النوم على الشق الأيمن
هو الوضع الصحيح، لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملا
وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها، ويعتبر
النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة
القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية.
من هنا يتبين أن النوم على الجانب الأيمن هو الصحيح
من الناحية الطبية والذي تتمتع فيه كافة الأجهزة بعملها الأمثل أثناء
النوم، وهو أيضا القدوة الحسنة لنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حين قال
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن"، رواه «مسلم».
إن تعليمات النبي الأعظم وهديه في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي، حين تنهى
عن الوضعية الأكثر سوءا، وهي النوم على البطن وتندب للنوم على الجهة الأصح
وهي اليمنى، وتسكت عن جهتين أخريين أقل سوءا، رحمة بنا وحتى تفسح لنا حرية
التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
بجملة من التدابير التي ندب كل مسلم أن يفعلها قبل
نومه، حماية له من التعرض لأخطار محتملة، وذلك لأن النائم في غفلة كاملة
عما يحيط به، وروى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إن هذه النار عدو لكم، فإذ ا نمتم فأطفئوها عنكم"، صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6294 وروى جابر رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال "أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب"، صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6296 ، أوكوا الأسقية: شدوا فم القرب ، وخمروا الطعام - أي غطوه -".
لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرا من أمور
الدنيا والآخرة إلا أمر أمته به، كما حذرهم من شر ما يعلمه، وكان الناس
يستضيئون بفتيلة يغمسونها في الزيت أو الدهن، فإذا نام أهل البيت وتركوا
المصابيح أو الفتيلة مشتعلة فقد تجرها فأرة فتحرق البيت، وآنية الطعام إذا
بقيت مكشوفة فقد تقع فيها الهوام والغبار والحشرات وهذا كله ضار، لذا فقد
دعت السنة النبوية إلى تغطية آنية الطعام والشراب وشد فم القرب، وإلى غلق
الأبواب ليلا على المنازل لحماية أهلها من شياطين الإنس والجن ومن اللصوص،
وإن الإنسان المنصف ليعجب من دقة التوجيه النبوي وحرصه على حفظ مصالح
الناس وجعل ذلك من صميم تعاليم الشريعة المطهرة.
تؤكد أبحاث علم الصحة إن على المرء إن أراد النوم
الهادئ أن يغتسل قبل أن ينام أو أن يغسل وجهه ويديه وأن ينظف أسنانه
بالمعجون والفرشاة، وهذه أمور تتوافق مع الهدي النبوي، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا
أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، وقل : اللهم
أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رهبة ورغبة إليك
، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي
أرسلت ، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول . فقلت أستذكرهن :
وبرسولك الذي أرسلت . قال : لا ، وبنبيك الذي أرسلت" الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6311
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ، وعن
عائشة رضي الله عنها قالت "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام
وهو جنب غسل فرجه ثم توضأ وضوءه للصلاة "، الراوي: عائشة
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 288 ، خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، كما حضّ النبي الكريم في أحاديث كثيرة على استعمال السّواك.
يقول ابن القيم "لما كان النائم بمنزلة الميت وكان
محتاجا لأن يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من طوارق الآفات، وكان فاطره
تعالى هو المتولي لذلك وحده، علّم النبي صلى الله عليه وسلم النائم أن
يقول كلمات التفويض والالتجاء والرغبة والرهبة ليستدعي به كمال حفظ الله
له وحراسته لنفسه وبدنه، وأرشده إلى أن يستذكر الإيمان وينام عليه فإنه
ربما توفاه الله في المنام، فإذا كان الإيمان آخر كلامه دخل الجنة، فتضمن
هذا الهدي مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة"، وعن
أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال
"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا
مؤوي"،الراوي: أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2715
خلاصة حكم المحدث: صحيح ، وعن
أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أوى
أحدكم إلى فراشه ، فليأخذ داخلة إزاره ، فلينفض بها فراشه ، وليسم الله .
فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه . فإذا أراد أن يضطجع ، فليضطجع على
شقه الأيمن . وليقل : سبحانك اللهم ! ربي بك وضعت جنبي . وبك أرفعه . إن
أمسكت نفسي ، فاغفر لها . وإن أرسلتها ، فاحفظها بما تحفظ به عبادك
الصالحين" . وفي رواية : بهذا الإسناد . وقال : ثم ليقل : باسمك ربي وضعت
جنبي . فإن أحييت نفسي ، فارحمها
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2714
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه صلى الله
عليه وسلم قال "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك
الأيمن ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري
إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي
أنزلت ونبيك الذي أرسلت، واجعلهن آخر كلامك فإن متّ متّ وأنت على الفطرة "
الراوي: البراء بن عازب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2710
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يمكن أن يكون الاضطجاع على الفراش، على البطن أو
على الظهر أو على أحد الشقين؛ الأيمن أو الأيسر، فما هي الوضعية الأمثل
لعمل الأعضاء؟
حين ينام الشخص على بطنه يشعر بعد مدة بضيق في
التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند
الشهيق والزفير، كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات
الرقبية، ومن المعجز حقا توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث " بينما أنا مضطجع في المسجد إذا برجل يحركني برجله فقال : إن هذه ضجعة يبغضها الله . قال : فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الراوي: طخفة بن قيس الغفاري المحدث: النووي - المصدر: المجموع - الصفحة أو الرقم:
4/477 ، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
، أما النوم على الظهر فإنه يسبب التنفس الفموي، لأن الفم ينفتح عند
الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي، لكن الأنف هو المهيأ للتنفس،
لما فيه من أشعار ومخاط لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية
المهيأة لتسخين الهواء، وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة
بنزلات البرد والزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة ومن ثم إلى
التهابها، إضافة إلى أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة
اللثوية، وفي هذه الوضعية أيضا فإن شراع الحنك واللهاة يعارضان فرجان
الخيشوم ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط والشخير، كما يستيقظ المتنفس من
فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية، إلى جانب رائحة فم كريهة، كما
أنها تضغط على ما دونها عند الإناث، فتكون مزعجة كذلك، وهذه الوضعية غير
مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيما.
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضا لأن
القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى، مما يؤثر
في وظيفته ويقلل نشاطه، خاصة عند المسنين، كما تضغط المعدة الممتلئة عليه
فتزيد الضغط على القلب، والكبد لا يكون ثابتا، بل معلقا بأربطة وهو موجود
على القلب وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها، وهنا يكون النوم على الشق الأيمن
هو الوضع الصحيح، لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملا
وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها، ويعتبر
النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة
القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية.
من هنا يتبين أن النوم على الجانب الأيمن هو الصحيح
من الناحية الطبية والذي تتمتع فيه كافة الأجهزة بعملها الأمثل أثناء
النوم، وهو أيضا القدوة الحسنة لنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حين قال
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن"، رواه «مسلم».
إن تعليمات النبي الأعظم وهديه في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي، حين تنهى
عن الوضعية الأكثر سوءا، وهي النوم على البطن وتندب للنوم على الجهة الأصح
وهي اليمنى، وتسكت عن جهتين أخريين أقل سوءا، رحمة بنا وحتى تفسح لنا حرية
التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.
ما أجمل تطبيق سنة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم