(التاريخ العربي)
بنى التاريخ العربي على الدورة القمرية من اجتماع القمر بالشمس الى
اجتماعها به مرة تالية ومدة هذه الدورة تقدم ذكرها .
غير انها في الحقيقة اكثر من دورة لان القمر حينما يكون قد دار دورة كاملة
حول الارض ويرجع الى النقطة التي فارق الشمس فيها في مدة 27يوما 7ساعات
43دقيقة 3ثواني يجد الشمس او الارض قد غيرت موضعها او تقدمته بما يقرب من
27 درجة تقريبا فيحتاج الى مدة اخرى يقطعها لكي يبلغ الشمس ويجتمع بها اي
يحاذيها وذلك بدء الشهر ومولد الهلال الجديد
فالواقع ان الشهر القمري هو مدة دورة القمر حول الارض مضافا اليها سير
الشمس او الارض في مدة هذه الدورة او بعبارة اقرب من اجتماع النيرين الى
مثله وقد قدمنا ان متوسط ذلك هو 29 يوما و 12 ساعة و44 دقيقة و3 ثواني
فمتوسط سير القمر في اليوم 13 درجة و10 دقائق و35 ثانية في اليوم ذلك بحساب
الوسط .
اما السير الحقيقي فيزيد عن ذلك وينقص كما سياتي فاذا كان التاريخ مستعملا
بحسب سير القمر المتوسط قيل له الشهر القمري الوسطي او الاصطلاحي واذا كان
مستعملا بحسب سير القمر الحقيقي قيل شهرا قمريا حقيقيا هلاليا وقد كان
العرب يعتبرون الشهر القمري من رؤية الهلال الى مثلها لعدم معرفتهم
بالحساب بدقة وجاء الاسلام فاقرهم على ما هم عليه ولم يضيق عليهم باستعمال
الدقة في الحساب بل حث عليه كما في الاية الشريفة "الشمس والقمر بحسبان
"ولتعلموا عدد السنين والحساب .
وعلى هذا ينقسم التاريخ العربي الى 3 انواع :
1-التاريخ الوسطي القمر الاصطلاحي –وهو المبنى على حساب متوسط سير القمر
السابق
2-التاريخ القمر الحقيقي – وهو المبني على سير القمر الحقيقي من اجتماع
النيرين الى مثله
3- التاريخ الهلالي الشرعي – وهو لا يعتمد الشهر الا برؤية الهلال
على ان الفرق بين هذه التواريخ القمرية لا يزيد عن يوم واحد – والشهر
المستعمل بحساب النوع الثاني والثالث يتفق في اغلب الحالات لان الرؤية
تابعة لسير القمر الحقيقي ولا يختلفان الا في حالة عدم امكان الرؤية بعد
اجتماع النيرين (الشمس والقمر)الذي هو مولد هلال الشهر الجديد عند الفلكيين
ويعتبرون او الشهر الليلة التالية له سواء رؤى الهلال فيها او لم يرى
والتاريخ الثابت على وتيرة واحدة ويمكن تدوينه بالجداول كالتواريخ الاخرى
انما هو الاول اي التاريخ القمري الوسطي الاصطلاحي وهو الذي سنشرحه ونسير
عليه اولا ونؤجل شرح حساب الشهر القمري الحقيقي الى الدروس الخاصة بحساب
سير القمر الحقيقي واجتماع النيرين وستأتي بعد :
مبدأ التاريخ الهجري :
مبدؤه من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اي سفره من مكة الى المدينة
تلك الهجرة التي كانت اول ظهور الاسلام وكانت في يوم الخميس 15يوليه سنة
622 ميلادية – ولم يستعمل التاريخ الهجري الا بعد مرور 17سنة عليه وضعه
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لضرورة الحاجة اليه في المكاتبات
والاعمال النظامية – وعدد شهوره 12 شهريا قمريا هي :
المحرم –صفر – ربيع الاول – ربيع الثاني – جمادى
الاولى – جمادى الثانية – رجب – شعبان – رمضان – شوال – ذو العقدة – ذو
الحجة
وايام سنته الوسطية 167068 و354يوما
وشهوره الافراد وهي الاول والثالث والخامس الخ , كل شهر منها 30يوما
والشهور الزوجية وهي الثاني والرابع والسادس الخ كل شهر منها 29يوما .
فيكون شهر كامل ويليه شهر ناقص يوما .
وحيث ان 6 شهور كوامل في 30 يوما و6 نواقص في 29 يوما تجمع كلها على
354يوما فقط والسنة تزيد عنها بقدر الكسر السابق وهو ثلث يوم تقريبا لذلك
قرروا حساب هذا الكسر عندما يكمل اياما تضاف الى اواخر السنين العربية
فيكمل بها شهر الحجة 30يوما بعد ان كان 29 يوما وذلك في كل 3 سنين مرة
تقريبا وتسمى السنة التي تزاد فيها اليوم المتجمع من هذا الكسر بالسنة
الكبيسة (من الكبس وهو الزيادة)والسنة التي لا يزاد فيها بالسنة البسيطة
وهذا الكسر يتجمع منه في كل سنة 30سنة عربية 012ر11يوم
ولذا تكون السنين الكبائس 11 سنة من كل 30 سنة وسياتي بيان استخراجها
والسبب في جعل الشهور الافراد كوامل والازواج مناقص هو انهم وجدوا مدة
الشهر الوسطى 530589 ر 29 يوما .
ولما كان كسر اليوم يزيد عن النصف كملوه من كسر الشهر الثاني وجعلوا الشهر
الاول 30 يوما – وجعلوا الثاني 29 يوما لان كسره كمل منه كسر ما قبله وبقي
منه ساعة و28 دقيقة فقط اضافوها للشهر الثالث وكملوا ما نقصه كسره عن يوم
من الشهر الرابع ولذا بقي كسر الرابع صغيرا اي اقل من 3 ساعات فلزم ان يكون
ناقصا ويطرد كسره الباقي له الى الشهر الخامس الكامل .
وهكذا تكون الشهور الفردية كاملة والزوجية ناقصة حتى اخر الحجة يكون الكسر
الباقي بعده هو 8 ساعات و 48 دقيقة وهي اقل من نصف يوم ولذا لا تحتمل الجبر
فجعلوا هذا الشهر 29 يوما في السنة الاولى من كل 30 سنة واخروا كسرها لاخر
السنة الثانيه التي تليها وضموه على كسرها فاجمع 17 ساعة و36 دقيقة وهي
اكثر من نصف يوم فجبروها اي اكملوها يوما من كسر السنة الثالثة فصارت السنة
الثانية كبيسة 355 يوما وبقي كسر السنة الثالثة صغيرا جدا ولم يبلغ الكسر
المتجمع باخر الرابعة نصف يوم فجعلوا هاتين السنتين بسيطتين واحتمل الكسر
الجبر لاخر الخامسة فزادوها يوما .
وهكذا حتى صغرت السنين الكبائس 11 من كل 30 سنة وهي 2 و5 و 7 و 10 و 12 و
15 و 18 و 21 و24 و 26 و 29 – وبقية ال30 سنة وهي 19 سنة كبيسة يتكرر هذا
في كل دور وهو 30 سنة وعلى هذا نقول لمعرفة السنة العربيه الكبيسة – تقسم
السنة الهجريه المطلوبة على 30 او تطرحها 30 فا بقي معك احد الارقام ال11
السابقة في السنة كبيسة والا فبسيطة
( مثاله )
سنة 1353 قسمناها على 30 فبقي 3 وهو ليس من ارقام الكبائس فتكون هذه االسنة
بسيطة اما سنة 1352 فهي كبيسة لان باقيها 2 وهو من ارقام الكبائس السابقة
وسنة 622 قسمناها على 30 فبقي 22 وليس هذا ارقم كبيسا فعلمنا ان هذه السنة
بسيطه
ادوارالتاريخ العربي
الدور الصغير
الدور الصغير 30 سنة والكبير 210 سنة – اما الدور الصغير للتاريخ العربي
فهو 30 سنة وهو الدور الذي يتكرر فيه البسط والكبس كما كان في سابقه تماما
وعدد ايامه 10631 حاصلة من ضرب 16 سنة بسائط في 354 يوما و 11 كبائس في 255
يوما – ولكن هذا الدور لا يوافق سابقه في ايام الاسبوع .
الدور الكبير
( اما الدور الكبير وهو 10 سنة ) او سبع ادوار صغيرة فانه يتكرر فيه لبسط
والكبس وايام الاسبوع كما كان في سابقه وكما يكون في لاحقه تماما – فاوائل
الشهور وعددها اي عدد ايامها وموافقتها لايام الاسبوع في سنة 2 هجريه مثلا
اتتفق تماما مع مثلها في سنة 212 وسنة 422 وسنة 622 وسنة 832 وهكذا وكلهم
كبائس
ولتحويل سني التاريخ العربي الى ايام اضرب السني التامة في 10631 يوما
واقسم الحاصل على 30 فالخارج هو عدد ايام تلك السنة وان بقي اكثر من النصف
فاجبره بيوم وضمه على الايام وان كان معك شهور وايام من السنة الناقصة التي
لم تكمل فزدها على الخارج
مثاله
لتحويل التاريخ العربي لغاية 11 جمادة الاولى سنة 1353 ه الى ايام – نضرب
السنين التامة وهي 1352 في 10631 يحصل 14373112 نقسمها على 30 يخرج 479103
وثلثا يوم تقريبا نجبرها بيوم فتصير 479104 يوما نضم عليها ايام شهور
المحرم وصفر والربيعين و11 يوما وهي الايام الماضية من سنة 1353 الناقصة
وهي 129 يوما تصير الجملة 479233 وهي الايام الماضية من العربي لغاية 1ج1
سنة 1353 هجرية
(تنبيه )
في تحويل السنين العربية الى ايام نضرب السنين التامة في 10631 ثم نقسم
الحاصل على 30 ثم انظر الى باقي القسمة كم فيه من السنين الكبائس وتزيد
عددها اياما على خارج القسمة فالحاصل هو عدد الايام للسنين المطلوبة
مثال
كان الباقي 9 وفيها سنين كبائس عدد 3 اعني 2 ، 5 ، 7 فتزيد عدد 3 على
الخارج وعلى ذلك لا داعي لجبر الباقي وزيادته يوما .
ذكرنا كيفية تحويل السنين العربية الى ايام بالدرس
الماضي وهنا قاعدة سهلة ايضا لذلك .
وهي : ان تقسم السنين التامة على 30 وتضرب الخارج ب 1063 والباقي تضربه في
354 وتضيفه على حاصل الضرب السابق ثم تنظر الى الباقي ايضا وتعرف كم فيه من
السنين الكبائس وتزيد عن كل سنة كبيسة يوما فوق حصل الضربين السابقين
وحاصل الجميع هو عدد السنين المطلوبة بالايام
مثال :
كم يوما في سنين 1371 هجرية قسمناها على 30 كان الخارج 45 والباقي 21 ضربنا
الخارج في 1063 كان الحاصل هو 478395 ثم ضربنا الباقي وهو 21 في 354 كان
الحاصل 7434 ثم نظرنا الى الباقي ايضا وهو 21 سنة وجدنا انه يوجد به عدد 8
سنوات كبائس وهي 2 ، 5، 7 ، 10 ، 13 ، 15 ، 18 ، 21 واضفنا عدد 8 ايام على
الحواصل السابقة وال8 ايام هم عدد السنين الكبائس فكان الحاصل للجميع هكذا
478395 + 7434 + 8 = 485837 وهي عدد الايام من اول الهجرى حتى اخر عام 1371
هجري وقس على ذلك .
ابتداء اليوم
اليوم عند العرب : يبتدئ من غروب الشمس لان الشهر العربي عندهم يبتدئ من
رؤية الهلال وهو يكون بعد غروب الشمس واذن فالليل عندهم سابق النهار
اليوم عند الهنود : يبتدئ من شروق الشمس ولذلك سموه (سابن)اي طلوعيا وعليه
فالنهار عندهم سابق الليل
اليوم عند الفلكيين: يبتدئ من نصف النهار لان الغروب او الشروق لا يظهر الا
عند الافق وحيث ان الافق لا يؤمن من حدوث ارتفاعات او انخفاضات ولا يمكن
ضبط ذلك الا بعد اجتهاد شديد وخوفا من الشك جعلوه من نصف النهار حيث يكون
سهل الماخذ مضبوطا بالدقة – وعليه بنيت الازياج الفلكية والقواعد الحسابية –
ويوجد قليل من الفلكيين يجعلون ابتداء اليوم من نصف الليل بدلا من نصف
النهار وعليه الاعتماد عند الافرنج وايضا في مصالح بعض الحكومات والدول
التاريخ العربي القديم والحديث
لما خلق الله الانسان نظر الى الشمس والقمر لانهما اكبر الكواكب اليه فنظر
الى الشمس وعرف انها عندما تكون في نقطة معينة ثم تعود اليها مرة ثانية
مثلا تكون في اول الصيف ثم تعود اليه مرة ثانية تكون قطعت حوالي 365يوما
وربع يوما فسموها سنة ثم نظروا الى القمر وجدوه من حين لا تفارق الشمس او
الصيف مثلا حتى تعود اليه مرة ثانية يكون القمر دار حول الارض عدد 12 دورة
فسموا دورة القمر شهرا وجعلوا السنة12 شهرا حسب دورات القمر في السنة ثم
نظروا الى القمر وجدوه يتغير كل عدد 7 ايام فبعد ما يكون هلالا يكون احدبا
ثم يكون بدرا ثم يعود احدبا ثم يكون محاقا وهلالا اعني الاجتماع والتربيع
الاول والاستقبال والتربيع الثاني ثم الاجتماع ومن ذلك قسموا الشهر الى
اسابيع ونظروا ايضا الى الارض ودورانها حول نفسها فينتج من كل دورة ليل
ونهار فسموه يوما فالسنة عرفت العرب السنة وشهورها ال12 وجعلوا لكل شهر
اسما وهي:
المحرم –صفر- ربيع اول – ربيع اخر- جمادى الاولى-
جمادى الاخرة – رجب- شعبان – رمضان –شوال – ذي القعدة – ذو الحجة
ولقد قيل في علل اسامي هذه الشهور اقاويل منها انه قيل في تسمية المحرم
بهذا الاسم انه من كونه من جملة الحرم اي المحرم فيها القتال عند العرب .
وصفر لامتيازهم في فرقة تسمى صفرية وقيل لكثرة سفرهم فيه .
وشهري الربيع للزهر والانوار وتواتر الاندية والامطار وهو نسبة الى طبع
الفصل الذي نسميه نحن الخريف وكانوا يسمونه ربيعا .
وشهري جمادى لجمود الماء فيها ورجب لاعتمادهم الحركة فيه لامن جهة القتال .
والرجبة العماد ومنه قيل (عذق فرجب) .
وشعبان لتشعب القبائل فيه
وشهر رمضان للحجارة ترمض فيه من شدة الحر وشوال لارتفاع الحرارة وادباره .
وذي القعدة للزومهم منازلهم
وذي الحجة لحجهم فيه
ويوجد للشهور العربية اسام اخر قد كان اوائلهم يدعونها بها وهي هذه :
(المؤتمر- ناجر- الاصم- عادل – خوان- صوان- نامق –
واخل – حنتم زباء – هواع- برك)
وقد توجد هذه الاسماء مخالفة لما اوردناه سابقا ومختلفة الترتيب كما نظمها
احد الشعراء في قوله:-
بمؤتمر وناجزة بدانا ------------ وبا لخوان يتبعه الصون
وبالزباء بائدة تليه -------------- يعود اصم صم به الشنان
وواغلة وناظلة جميعا --------- وعادلة فهم غرر حسان
ورنة بعدها برك فتمت ----------- شهور الحول يعقدها للبنان
ومعنى هذه الاسماء على ما ذكر في كتب اللغة في هذه اما المؤتمر فان معناها
ان ياتمر بكل شيء مما ياتي به السنة من اقضيتها
واما ناجر فهو النجر وهو شدة الحر كما قال الشاعر :
صرى اسن يزوي له المرء وجهه ------------- ولو ذاقه الظمان في شهر ناجر
واما خوان فهو على مثال فعال من الخيانة
وكذلك صوان على مثال فعال من الصيانة وهذه المعاني كانت اتفقت لهم عند اول
التسمية
واما الزباء فهي الداهية العظيمة المتكاثفة سمى لكثرة القتال فيه وتكاثفه
واما البائد فهو ايضا من القتال اذا كان يبيد فيه كثير من الناس وجرى المثل
بذلك العجب كل العجب بين جمادى ورجب وكانوا يستعجلون فيه ويتوخون بلوغ ما
كان لهم من الثار والغارات قبل دخول رجب وهو شهر حرام
واما الاصم فلانهم كانوا يكفون عن القتال فلا يسمع فيه صوت سلاح
واما الواغل فهو الداخل على شراب ولم يدعوه وذلك لهجومه على شهر رمضان وكان
يكثر في شهر رمضان شربهم للخمر لان ما يتلوه هي شهور الحج
واما ناطل فهو مكيال للخمر سمى به لافراطهم في الشرب وكثرة استعمالهم لذلك
المكيال
واما العادل فهو من العدل لانه من اشهر الحج وكانوا يشتغلون فيه عن ناطل
واما الرنة فلان الانعام كانت فيه لقرب النحر
واما برك فهو ابروك الابل اذا احضرت المناحر واحسن من النظم الذي ذكرنا نظم
الصاحب اسماعيل بن عباد لها وهي وهي هذه
اردت شهور العرب في الجاهلية ------------ فخذها على سرد المحرم تشترك
فمؤتمر ياتي ومن بعد ناجر ---------------- وخوان مع صوان يجمع في شرك
حنين وزبا والاصم وعادل ------------------ ونافق مع وغل ورنة مع برك
وهذان النوعان من اسامي الشهور وان كانت اسباب تسميتها كما حكيته فالواجب
ان يكون بين وقتي التسميتين بون وإلا لم يصح ما قيل فيها من التفاسير واورد
من التعليل فان صفر في احدهما هو صميم الحر وفي الاخر شهر رمضان ولا يمكن
ذلك في وقت واحد او وقتين متقاربين وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو
ما يستعمله اهل الاسلام وكان يدور حجهم في الازمنة الاربعه ثم ارادوا ان
يحجوا في وقت ادراك سلعهم من الادم والجلود والثمار وغير ذلك وان يثبت ذلك
على حالة واحدة وفي اطيب الازمنة واخصبها فتعلموا الكبس من اليهود
المجاورين لهم وذلك قبل الهجرة بقريب من 200 سنة فاخذوا يعملون بها ما
يشاكل فعلى اليهود من احلق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرا بشهورها اذا
تم ويتولى القلامس من بني كنانة بعد ذلك ان يقوموا بعد انقضاء الحج ويخطبون
في الموسم وينسئون الشهر ( اي يؤخروه ) ويسمون التالي له باسمه فيتفق
العرب على ذلك ويقبلون قوله ويسمون هذا من فعلهم النسئ لانهم كانوا ينساون
اول السنة في كل سنتين او ثلاث : شهرا : شهرا : على حسب ما يستحق التقدم
قال قائلهم :
اناس ناسئ تمشون تحت لوائه يحل اذا شاء الشهور ويحرم
وكان النسئ الاول لمحرم صفر به وشهر ربيع الاول باسم صفر ثم والوابين اسماء
الشهور وكان النسئ الثاني لصفر فسمى الذي كان يتلوه بصفر ايضا وكذلك حتى
دار النسئ في الشهور الاثني عشر وعاد الى المحرم فاعادوا بها فعلهم الاول
وكانوا يعدون ادوار النسئ ويجدون بها الازمنه فيقولون قد دارت السنون من
زمان كذا الى زمان كذا دورة فان ظهر لهم مع ذلك تقدم شهر عن فصله من الفصول
الفصول الاربعه لما يجتمع من كسور سنة الشمس وبقية فضل ما بينهما وبين سنة
القمر الذي الحقوه بها كبسوها كبسا ثانيا وكان يبين لهم ذلك بطلوع منازل
القمر وسقوطها ( اي غيابها ) حتى هاجر النبي عليه السلام وكانت نوبة النسئ
كما ذكرت بلغت شعبان فسمى محرما وشهر رمضان صفر فانتظر اللنبي صلى الله
عليه وسلم حينذ حجة الوداع وخطب الناس وقال فيها الا وان وان الزمان قد
استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والارض عني بذلك ان الشهور قد عادت الى
مواضعها وزال عنها فعل العرب بها ولذلك سميت حجة الوداع الاقوم ثم حرم ذلك
واهمل اصلا
درس جديد
ذكرنا بالدرس الماضي اسماء الشهور العربية عند القدماء والان نذكر اسماء
الشهور عند ثمود فقد ذكر ابو بكر محمد بن دريد الازدي في كتاب الوشاح ان
ثمودا كانوا يسمون الشهور باسماء اخر وهي هذه :-
موجب وهو محرم ثم موجر ثم مورد ثم ملزم ثم مصدر ثم
هوبر ثم هوبل ثم موهاء ثم ديمر ثم دابر ثم حيفل ثم مسبل
وانهم كانوا يبتدؤون بها من ديمر وهو شهر رمضان وقد نظمها ابو سهل عيسى بن
يحيى المسيحي في شعره فقال :
شهور ثمود موجب ثم موجر ------------- ومورد يتلو ملزما ثم مصدر
وهوبر ياتي ثم يدخل هوبر ---------------- وموهاء قد يقفوهما ثم ديمر
ودابر يمضي ثم يقبل حيفل --------------- ومسبل حتى تم فيهن اشهر
ولم تكن العرب تسمى ايامهم باسام مفردة كما سمتها الفرس لان الفرس سموا لكل
يوم اسم فلايام الشهر 30اسما سياتي ذكرها في محله ان شاء الله وان العرب
القدماء كانوا لا يعرفون اسماء الايام المعروفة الان أعنى السبت أوالاحد
الخ لأنهم أفردوا لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم اسما على حدة مستخرجا
من حال القمر وضوهءفيها فاذا ابتدؤوامن أول الشهر إول الشهر إلى ثلاثة ايام
منه (غرر) جمع غرة وغرة كل شىء أوله وقيل بل لأن الهلال يرى فيها كالغرة
ثم من يوم أربعة إلى يوم ستة (نفل ) ومن قولهم تنقل إذا ابتدأ بالعطية من
غير وجوب وسمى بعضهم هذه الثلاثة الثانية (شهيا) ثم للثلاثة الايام الثالثة
(تسع) لان اخر ليلة منها هي التاسعة وسمى بعضهم هذه الثلاث الثالثة (البهر
) قال لانه تبهر ظلمة الليل فيها
ثم (13) اعني من العاشر حتى الثاني عشر لان اولها العاشرة
ثم 3(بيض) وهي من 13-15 لانها تبيض بطلوع القمر من اولها الى اخرها
ثم 3(درع) وهي 16‘17 18‘ وذلك لاسوداد أوائلها تشبيها بالشاة الدرعاء
والاصل هو التشهبيه بالدرع الملبوس لأن لون رأس لابسه يخالف لون سائر بدنه
ثم ثلاث (ظلم) وهى 19‘20‘ 21‘ لاظلامها فى أكثر أوقاتها 0
تم ثلاث (حنادس ) وهى 22 ،23،24 وقيل لها ايضا (دهم) لسوادها
ثم ثلاث (دأدى) وهي 25 ,26،27 لانها بقايلوقيل ان ذلك من سير الابل وهو
تقدم يد يتبعها الاخرى عجلا ثم ثالث (محاق) وهي28-29-30لا نمحاق القمر
والشهر وخصوا من الشهر ليالي باسماء مفردة كاخر ليلة منه فانها تسمى
(السرار ) لاسترار القمر فيها وتسمى (الفحمة) ايضا لعدم الضوء فيها ويقال
لها (البراء) لتبرؤ الشمس فيها وكاخر يوم من الشهر فانهم يسمونه (النحير)
لانه ينحر فيه أي يكون في نحره وكالليلة الثالثة عشر فانها تسمى السواء
والرابعة عشر (ليلة البدر) لامتلاء القمر فيها وتمام ضوئه وكل شيء قد تم
فقد بدر كما قيل للعشرة الاف درهم بدرة لانها تمام العدد ومنتهاه بالوضع لا
بالطبع .
وقد كانوا اعني العرب يستعملون فيها الاسابيع وهذه اسماؤها القديمة (اول )
وهو الاحد ثم(اهون) اعني الاثنين (جبار) الثلاث (دبار) الاربعاء (مؤنس)
الخميس(عروبة) الجمعة (شيار ) السبت – وذكرها شاعرهم فقال :
اؤمل ان اعيش وان يومى -------------- باول او باهون او جبار
او التالي دبار فان افته --------------- فمؤنس او عروبة او شيار
ثم احدثوا اليها اسماء اخر في هذه وهي الاحد الاثنين الثلاثاء الاربعاء
الخميس الجمعة السبت ويبتدؤون بالشهر من عند رؤية الهلال وكذلك شرع في
الاسلام كما قال الله تعالى( يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج )
ثم منذ سنين نبتت نابتة ونجمت ناجمة ونبغت فرقة جاهلية فنظروا لاخذهم
بالتاويل وولوعهم بسب الاخذين بالظاهر بزعمهم الى اليهود والنصارى فاذن لهم
جداول وحسبانات يستخرجون بها شهورهم ويعرفون منها صيامهم والمسلمون مضطرون
الى رؤية الهلال وتفقد ما اكتساه القمر من النور واشترك بين نصفه المرئي
ونصفه المستور ووجدوهم شاكين في ذلك مختلفين فيه مقلدين بعضهم بعضا بعد
استفراغهم اقصى الوسع في تامل مواضعه وتفحص مغاربه ومواقعه ثم رجعوا الى
اصحاب علم الهيئة فالفوا زيجاتهم وكتبهم مفتتحه بمعرفة اوائل ما يراد من
شهور العرب بصنوف الحسبانات وانواع الجداول فظنوا انها معمولة لرؤية الاهلة
واخذوا بعضها ونسبوه الى جعفر الصادق رضي الله عنه وزعموا انه سر من اسرار
النبوة
وتلك الحسبانات المبينة على حركات النيرين الوسطى دون المرئية اعني المعدلة
ومعمولة على ان سنة القمر 354يوما وسدس وان 6اشهر من السنة تامة و6ناقصة
وان كل ناقص منها فهو تال لتام على ما عمل عليه في الزيجات وذكر في الكتب
المنسوبة الى عللها فلما قصدوا استخراج اول الصوم واول الفطر بها خرجت قبل
الواجب بيوم في اغلب الاحوال فارتبكوا حينئذ واولوا طرفا من قول النبي صلى
الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فقالوا ان معنى قوله صوموا
لرؤيته صوم اليوم الذي يرى الهلال في عشيته كما يقال تهيؤوا لاستقباله
فتقدم التهيؤ للاستقبال قالوا وان شهر رمضان لا ينقص من 30
فاما اصحاب الهيئة ومن تامل الحال بعناية شديدة فانهم يعلمون ان رؤية
الهلال غير مطردة على سنن واحد لاختلاف حركة القمر المرئية بطيئة مرة
وسريعة اخرى وقربه من الارض وبعده وصعوده في الشمال والجنوب وهبوطه فيهما
وحدوث كل واحد من هذه الاحوال له في كل نقطة من ذلك فلك البروج ثم بعد ذلك
لما يعرض من سرعة غروب بعض القطع من فلك البروج وبطء بعض وتغير ذلك على
اختلاف عروض البلدان واختلاف الاهوية اما بالاضافة الى البلاد الصافية
الهواء بالطبع والكدورة المختلط بالبخارات دائما المغبرة في الاغلب و ما
بالاةعال الازمنة اذا غلظ وسي بعضها ورق في بعض وتفاوت قوى بصر الناظرين
اليه في الحدة والكلال وان ذلك كله على اختلافه بصنوف الاقترانات كائنة في
كل اول شهري رمضان وشوال على اشكال غير معدودة واحوال غير محدودة فيكون
لذلك شهر رمضان ناقصا مرة وتاما اخرى وان ذلك كله يتفنن بتزايد عروض
البلدان وتناقصها فيكون الشهر تاما في البلدان الشمالية مثلا وناقصا هو
بعينه في الجنوبية منها وبالعكس ثم لا يجري ذلك فيها على نظم واحد بلى يتفق
فيها ايضا حالة واحدة بعينها لشهر واحد مرارا متوالية وغير متوالية فلو صح
عملهم مثلا بتلك الجداول والحسبانات واتفق مع رؤية الهلال او تقدمه يوما
واحدا كما اصلوا لاحتاجوا الى افرادها لكل عرض على ان اختلاف الرؤية ليس
متولدا من جهة العروض فقط لكن اختلاف اطوال البلدان فيها اوفر نصيب لانه
ربما لم ير في بعض البلاد وراى فيما كان اقرب منه الى المغرب وربما اتفق
ذلك فيهما جميعا وذلك مما يحوج ايضا الى افراد الحساب والجداول لكل واحد من
اجزاء الطول فاذن لا يمكن ما ذكروه من تمام شهر رمضان ابدا ووقوع اوله
واخره في جميع المعمور من الارض متفقا كما يخرجه الجدول الذي يستعملونه .
بنى التاريخ العربي على الدورة القمرية من اجتماع القمر بالشمس الى
اجتماعها به مرة تالية ومدة هذه الدورة تقدم ذكرها .
غير انها في الحقيقة اكثر من دورة لان القمر حينما يكون قد دار دورة كاملة
حول الارض ويرجع الى النقطة التي فارق الشمس فيها في مدة 27يوما 7ساعات
43دقيقة 3ثواني يجد الشمس او الارض قد غيرت موضعها او تقدمته بما يقرب من
27 درجة تقريبا فيحتاج الى مدة اخرى يقطعها لكي يبلغ الشمس ويجتمع بها اي
يحاذيها وذلك بدء الشهر ومولد الهلال الجديد
فالواقع ان الشهر القمري هو مدة دورة القمر حول الارض مضافا اليها سير
الشمس او الارض في مدة هذه الدورة او بعبارة اقرب من اجتماع النيرين الى
مثله وقد قدمنا ان متوسط ذلك هو 29 يوما و 12 ساعة و44 دقيقة و3 ثواني
فمتوسط سير القمر في اليوم 13 درجة و10 دقائق و35 ثانية في اليوم ذلك بحساب
الوسط .
اما السير الحقيقي فيزيد عن ذلك وينقص كما سياتي فاذا كان التاريخ مستعملا
بحسب سير القمر المتوسط قيل له الشهر القمري الوسطي او الاصطلاحي واذا كان
مستعملا بحسب سير القمر الحقيقي قيل شهرا قمريا حقيقيا هلاليا وقد كان
العرب يعتبرون الشهر القمري من رؤية الهلال الى مثلها لعدم معرفتهم
بالحساب بدقة وجاء الاسلام فاقرهم على ما هم عليه ولم يضيق عليهم باستعمال
الدقة في الحساب بل حث عليه كما في الاية الشريفة "الشمس والقمر بحسبان
"ولتعلموا عدد السنين والحساب .
وعلى هذا ينقسم التاريخ العربي الى 3 انواع :
1-التاريخ الوسطي القمر الاصطلاحي –وهو المبنى على حساب متوسط سير القمر
السابق
2-التاريخ القمر الحقيقي – وهو المبني على سير القمر الحقيقي من اجتماع
النيرين الى مثله
3- التاريخ الهلالي الشرعي – وهو لا يعتمد الشهر الا برؤية الهلال
على ان الفرق بين هذه التواريخ القمرية لا يزيد عن يوم واحد – والشهر
المستعمل بحساب النوع الثاني والثالث يتفق في اغلب الحالات لان الرؤية
تابعة لسير القمر الحقيقي ولا يختلفان الا في حالة عدم امكان الرؤية بعد
اجتماع النيرين (الشمس والقمر)الذي هو مولد هلال الشهر الجديد عند الفلكيين
ويعتبرون او الشهر الليلة التالية له سواء رؤى الهلال فيها او لم يرى
والتاريخ الثابت على وتيرة واحدة ويمكن تدوينه بالجداول كالتواريخ الاخرى
انما هو الاول اي التاريخ القمري الوسطي الاصطلاحي وهو الذي سنشرحه ونسير
عليه اولا ونؤجل شرح حساب الشهر القمري الحقيقي الى الدروس الخاصة بحساب
سير القمر الحقيقي واجتماع النيرين وستأتي بعد :
مبدأ التاريخ الهجري :
مبدؤه من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اي سفره من مكة الى المدينة
تلك الهجرة التي كانت اول ظهور الاسلام وكانت في يوم الخميس 15يوليه سنة
622 ميلادية – ولم يستعمل التاريخ الهجري الا بعد مرور 17سنة عليه وضعه
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لضرورة الحاجة اليه في المكاتبات
والاعمال النظامية – وعدد شهوره 12 شهريا قمريا هي :
المحرم –صفر – ربيع الاول – ربيع الثاني – جمادى
الاولى – جمادى الثانية – رجب – شعبان – رمضان – شوال – ذو العقدة – ذو
الحجة
وايام سنته الوسطية 167068 و354يوما
وشهوره الافراد وهي الاول والثالث والخامس الخ , كل شهر منها 30يوما
والشهور الزوجية وهي الثاني والرابع والسادس الخ كل شهر منها 29يوما .
فيكون شهر كامل ويليه شهر ناقص يوما .
وحيث ان 6 شهور كوامل في 30 يوما و6 نواقص في 29 يوما تجمع كلها على
354يوما فقط والسنة تزيد عنها بقدر الكسر السابق وهو ثلث يوم تقريبا لذلك
قرروا حساب هذا الكسر عندما يكمل اياما تضاف الى اواخر السنين العربية
فيكمل بها شهر الحجة 30يوما بعد ان كان 29 يوما وذلك في كل 3 سنين مرة
تقريبا وتسمى السنة التي تزاد فيها اليوم المتجمع من هذا الكسر بالسنة
الكبيسة (من الكبس وهو الزيادة)والسنة التي لا يزاد فيها بالسنة البسيطة
وهذا الكسر يتجمع منه في كل سنة 30سنة عربية 012ر11يوم
ولذا تكون السنين الكبائس 11 سنة من كل 30 سنة وسياتي بيان استخراجها
والسبب في جعل الشهور الافراد كوامل والازواج مناقص هو انهم وجدوا مدة
الشهر الوسطى 530589 ر 29 يوما .
ولما كان كسر اليوم يزيد عن النصف كملوه من كسر الشهر الثاني وجعلوا الشهر
الاول 30 يوما – وجعلوا الثاني 29 يوما لان كسره كمل منه كسر ما قبله وبقي
منه ساعة و28 دقيقة فقط اضافوها للشهر الثالث وكملوا ما نقصه كسره عن يوم
من الشهر الرابع ولذا بقي كسر الرابع صغيرا اي اقل من 3 ساعات فلزم ان يكون
ناقصا ويطرد كسره الباقي له الى الشهر الخامس الكامل .
وهكذا تكون الشهور الفردية كاملة والزوجية ناقصة حتى اخر الحجة يكون الكسر
الباقي بعده هو 8 ساعات و 48 دقيقة وهي اقل من نصف يوم ولذا لا تحتمل الجبر
فجعلوا هذا الشهر 29 يوما في السنة الاولى من كل 30 سنة واخروا كسرها لاخر
السنة الثانيه التي تليها وضموه على كسرها فاجمع 17 ساعة و36 دقيقة وهي
اكثر من نصف يوم فجبروها اي اكملوها يوما من كسر السنة الثالثة فصارت السنة
الثانية كبيسة 355 يوما وبقي كسر السنة الثالثة صغيرا جدا ولم يبلغ الكسر
المتجمع باخر الرابعة نصف يوم فجعلوا هاتين السنتين بسيطتين واحتمل الكسر
الجبر لاخر الخامسة فزادوها يوما .
وهكذا حتى صغرت السنين الكبائس 11 من كل 30 سنة وهي 2 و5 و 7 و 10 و 12 و
15 و 18 و 21 و24 و 26 و 29 – وبقية ال30 سنة وهي 19 سنة كبيسة يتكرر هذا
في كل دور وهو 30 سنة وعلى هذا نقول لمعرفة السنة العربيه الكبيسة – تقسم
السنة الهجريه المطلوبة على 30 او تطرحها 30 فا بقي معك احد الارقام ال11
السابقة في السنة كبيسة والا فبسيطة
( مثاله )
سنة 1353 قسمناها على 30 فبقي 3 وهو ليس من ارقام الكبائس فتكون هذه االسنة
بسيطة اما سنة 1352 فهي كبيسة لان باقيها 2 وهو من ارقام الكبائس السابقة
وسنة 622 قسمناها على 30 فبقي 22 وليس هذا ارقم كبيسا فعلمنا ان هذه السنة
بسيطه
ادوارالتاريخ العربي
الدور الصغير
الدور الصغير 30 سنة والكبير 210 سنة – اما الدور الصغير للتاريخ العربي
فهو 30 سنة وهو الدور الذي يتكرر فيه البسط والكبس كما كان في سابقه تماما
وعدد ايامه 10631 حاصلة من ضرب 16 سنة بسائط في 354 يوما و 11 كبائس في 255
يوما – ولكن هذا الدور لا يوافق سابقه في ايام الاسبوع .
الدور الكبير
( اما الدور الكبير وهو 10 سنة ) او سبع ادوار صغيرة فانه يتكرر فيه لبسط
والكبس وايام الاسبوع كما كان في سابقه وكما يكون في لاحقه تماما – فاوائل
الشهور وعددها اي عدد ايامها وموافقتها لايام الاسبوع في سنة 2 هجريه مثلا
اتتفق تماما مع مثلها في سنة 212 وسنة 422 وسنة 622 وسنة 832 وهكذا وكلهم
كبائس
ولتحويل سني التاريخ العربي الى ايام اضرب السني التامة في 10631 يوما
واقسم الحاصل على 30 فالخارج هو عدد ايام تلك السنة وان بقي اكثر من النصف
فاجبره بيوم وضمه على الايام وان كان معك شهور وايام من السنة الناقصة التي
لم تكمل فزدها على الخارج
مثاله
لتحويل التاريخ العربي لغاية 11 جمادة الاولى سنة 1353 ه الى ايام – نضرب
السنين التامة وهي 1352 في 10631 يحصل 14373112 نقسمها على 30 يخرج 479103
وثلثا يوم تقريبا نجبرها بيوم فتصير 479104 يوما نضم عليها ايام شهور
المحرم وصفر والربيعين و11 يوما وهي الايام الماضية من سنة 1353 الناقصة
وهي 129 يوما تصير الجملة 479233 وهي الايام الماضية من العربي لغاية 1ج1
سنة 1353 هجرية
(تنبيه )
في تحويل السنين العربية الى ايام نضرب السنين التامة في 10631 ثم نقسم
الحاصل على 30 ثم انظر الى باقي القسمة كم فيه من السنين الكبائس وتزيد
عددها اياما على خارج القسمة فالحاصل هو عدد الايام للسنين المطلوبة
مثال
كان الباقي 9 وفيها سنين كبائس عدد 3 اعني 2 ، 5 ، 7 فتزيد عدد 3 على
الخارج وعلى ذلك لا داعي لجبر الباقي وزيادته يوما .
ذكرنا كيفية تحويل السنين العربية الى ايام بالدرس
الماضي وهنا قاعدة سهلة ايضا لذلك .
وهي : ان تقسم السنين التامة على 30 وتضرب الخارج ب 1063 والباقي تضربه في
354 وتضيفه على حاصل الضرب السابق ثم تنظر الى الباقي ايضا وتعرف كم فيه من
السنين الكبائس وتزيد عن كل سنة كبيسة يوما فوق حصل الضربين السابقين
وحاصل الجميع هو عدد السنين المطلوبة بالايام
مثال :
كم يوما في سنين 1371 هجرية قسمناها على 30 كان الخارج 45 والباقي 21 ضربنا
الخارج في 1063 كان الحاصل هو 478395 ثم ضربنا الباقي وهو 21 في 354 كان
الحاصل 7434 ثم نظرنا الى الباقي ايضا وهو 21 سنة وجدنا انه يوجد به عدد 8
سنوات كبائس وهي 2 ، 5، 7 ، 10 ، 13 ، 15 ، 18 ، 21 واضفنا عدد 8 ايام على
الحواصل السابقة وال8 ايام هم عدد السنين الكبائس فكان الحاصل للجميع هكذا
478395 + 7434 + 8 = 485837 وهي عدد الايام من اول الهجرى حتى اخر عام 1371
هجري وقس على ذلك .
ابتداء اليوم
اليوم عند العرب : يبتدئ من غروب الشمس لان الشهر العربي عندهم يبتدئ من
رؤية الهلال وهو يكون بعد غروب الشمس واذن فالليل عندهم سابق النهار
اليوم عند الهنود : يبتدئ من شروق الشمس ولذلك سموه (سابن)اي طلوعيا وعليه
فالنهار عندهم سابق الليل
اليوم عند الفلكيين: يبتدئ من نصف النهار لان الغروب او الشروق لا يظهر الا
عند الافق وحيث ان الافق لا يؤمن من حدوث ارتفاعات او انخفاضات ولا يمكن
ضبط ذلك الا بعد اجتهاد شديد وخوفا من الشك جعلوه من نصف النهار حيث يكون
سهل الماخذ مضبوطا بالدقة – وعليه بنيت الازياج الفلكية والقواعد الحسابية –
ويوجد قليل من الفلكيين يجعلون ابتداء اليوم من نصف الليل بدلا من نصف
النهار وعليه الاعتماد عند الافرنج وايضا في مصالح بعض الحكومات والدول
التاريخ العربي القديم والحديث
لما خلق الله الانسان نظر الى الشمس والقمر لانهما اكبر الكواكب اليه فنظر
الى الشمس وعرف انها عندما تكون في نقطة معينة ثم تعود اليها مرة ثانية
مثلا تكون في اول الصيف ثم تعود اليه مرة ثانية تكون قطعت حوالي 365يوما
وربع يوما فسموها سنة ثم نظروا الى القمر وجدوه من حين لا تفارق الشمس او
الصيف مثلا حتى تعود اليه مرة ثانية يكون القمر دار حول الارض عدد 12 دورة
فسموا دورة القمر شهرا وجعلوا السنة12 شهرا حسب دورات القمر في السنة ثم
نظروا الى القمر وجدوه يتغير كل عدد 7 ايام فبعد ما يكون هلالا يكون احدبا
ثم يكون بدرا ثم يعود احدبا ثم يكون محاقا وهلالا اعني الاجتماع والتربيع
الاول والاستقبال والتربيع الثاني ثم الاجتماع ومن ذلك قسموا الشهر الى
اسابيع ونظروا ايضا الى الارض ودورانها حول نفسها فينتج من كل دورة ليل
ونهار فسموه يوما فالسنة عرفت العرب السنة وشهورها ال12 وجعلوا لكل شهر
اسما وهي:
المحرم –صفر- ربيع اول – ربيع اخر- جمادى الاولى-
جمادى الاخرة – رجب- شعبان – رمضان –شوال – ذي القعدة – ذو الحجة
ولقد قيل في علل اسامي هذه الشهور اقاويل منها انه قيل في تسمية المحرم
بهذا الاسم انه من كونه من جملة الحرم اي المحرم فيها القتال عند العرب .
وصفر لامتيازهم في فرقة تسمى صفرية وقيل لكثرة سفرهم فيه .
وشهري الربيع للزهر والانوار وتواتر الاندية والامطار وهو نسبة الى طبع
الفصل الذي نسميه نحن الخريف وكانوا يسمونه ربيعا .
وشهري جمادى لجمود الماء فيها ورجب لاعتمادهم الحركة فيه لامن جهة القتال .
والرجبة العماد ومنه قيل (عذق فرجب) .
وشعبان لتشعب القبائل فيه
وشهر رمضان للحجارة ترمض فيه من شدة الحر وشوال لارتفاع الحرارة وادباره .
وذي القعدة للزومهم منازلهم
وذي الحجة لحجهم فيه
ويوجد للشهور العربية اسام اخر قد كان اوائلهم يدعونها بها وهي هذه :
(المؤتمر- ناجر- الاصم- عادل – خوان- صوان- نامق –
واخل – حنتم زباء – هواع- برك)
وقد توجد هذه الاسماء مخالفة لما اوردناه سابقا ومختلفة الترتيب كما نظمها
احد الشعراء في قوله:-
بمؤتمر وناجزة بدانا ------------ وبا لخوان يتبعه الصون
وبالزباء بائدة تليه -------------- يعود اصم صم به الشنان
وواغلة وناظلة جميعا --------- وعادلة فهم غرر حسان
ورنة بعدها برك فتمت ----------- شهور الحول يعقدها للبنان
ومعنى هذه الاسماء على ما ذكر في كتب اللغة في هذه اما المؤتمر فان معناها
ان ياتمر بكل شيء مما ياتي به السنة من اقضيتها
واما ناجر فهو النجر وهو شدة الحر كما قال الشاعر :
صرى اسن يزوي له المرء وجهه ------------- ولو ذاقه الظمان في شهر ناجر
واما خوان فهو على مثال فعال من الخيانة
وكذلك صوان على مثال فعال من الصيانة وهذه المعاني كانت اتفقت لهم عند اول
التسمية
واما الزباء فهي الداهية العظيمة المتكاثفة سمى لكثرة القتال فيه وتكاثفه
واما البائد فهو ايضا من القتال اذا كان يبيد فيه كثير من الناس وجرى المثل
بذلك العجب كل العجب بين جمادى ورجب وكانوا يستعجلون فيه ويتوخون بلوغ ما
كان لهم من الثار والغارات قبل دخول رجب وهو شهر حرام
واما الاصم فلانهم كانوا يكفون عن القتال فلا يسمع فيه صوت سلاح
واما الواغل فهو الداخل على شراب ولم يدعوه وذلك لهجومه على شهر رمضان وكان
يكثر في شهر رمضان شربهم للخمر لان ما يتلوه هي شهور الحج
واما ناطل فهو مكيال للخمر سمى به لافراطهم في الشرب وكثرة استعمالهم لذلك
المكيال
واما العادل فهو من العدل لانه من اشهر الحج وكانوا يشتغلون فيه عن ناطل
واما الرنة فلان الانعام كانت فيه لقرب النحر
واما برك فهو ابروك الابل اذا احضرت المناحر واحسن من النظم الذي ذكرنا نظم
الصاحب اسماعيل بن عباد لها وهي وهي هذه
اردت شهور العرب في الجاهلية ------------ فخذها على سرد المحرم تشترك
فمؤتمر ياتي ومن بعد ناجر ---------------- وخوان مع صوان يجمع في شرك
حنين وزبا والاصم وعادل ------------------ ونافق مع وغل ورنة مع برك
وهذان النوعان من اسامي الشهور وان كانت اسباب تسميتها كما حكيته فالواجب
ان يكون بين وقتي التسميتين بون وإلا لم يصح ما قيل فيها من التفاسير واورد
من التعليل فان صفر في احدهما هو صميم الحر وفي الاخر شهر رمضان ولا يمكن
ذلك في وقت واحد او وقتين متقاربين وكانوا في الجاهلية يستعملونها على نحو
ما يستعمله اهل الاسلام وكان يدور حجهم في الازمنة الاربعه ثم ارادوا ان
يحجوا في وقت ادراك سلعهم من الادم والجلود والثمار وغير ذلك وان يثبت ذلك
على حالة واحدة وفي اطيب الازمنة واخصبها فتعلموا الكبس من اليهود
المجاورين لهم وذلك قبل الهجرة بقريب من 200 سنة فاخذوا يعملون بها ما
يشاكل فعلى اليهود من احلق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهرا بشهورها اذا
تم ويتولى القلامس من بني كنانة بعد ذلك ان يقوموا بعد انقضاء الحج ويخطبون
في الموسم وينسئون الشهر ( اي يؤخروه ) ويسمون التالي له باسمه فيتفق
العرب على ذلك ويقبلون قوله ويسمون هذا من فعلهم النسئ لانهم كانوا ينساون
اول السنة في كل سنتين او ثلاث : شهرا : شهرا : على حسب ما يستحق التقدم
قال قائلهم :
اناس ناسئ تمشون تحت لوائه يحل اذا شاء الشهور ويحرم
وكان النسئ الاول لمحرم صفر به وشهر ربيع الاول باسم صفر ثم والوابين اسماء
الشهور وكان النسئ الثاني لصفر فسمى الذي كان يتلوه بصفر ايضا وكذلك حتى
دار النسئ في الشهور الاثني عشر وعاد الى المحرم فاعادوا بها فعلهم الاول
وكانوا يعدون ادوار النسئ ويجدون بها الازمنه فيقولون قد دارت السنون من
زمان كذا الى زمان كذا دورة فان ظهر لهم مع ذلك تقدم شهر عن فصله من الفصول
الفصول الاربعه لما يجتمع من كسور سنة الشمس وبقية فضل ما بينهما وبين سنة
القمر الذي الحقوه بها كبسوها كبسا ثانيا وكان يبين لهم ذلك بطلوع منازل
القمر وسقوطها ( اي غيابها ) حتى هاجر النبي عليه السلام وكانت نوبة النسئ
كما ذكرت بلغت شعبان فسمى محرما وشهر رمضان صفر فانتظر اللنبي صلى الله
عليه وسلم حينذ حجة الوداع وخطب الناس وقال فيها الا وان وان الزمان قد
استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والارض عني بذلك ان الشهور قد عادت الى
مواضعها وزال عنها فعل العرب بها ولذلك سميت حجة الوداع الاقوم ثم حرم ذلك
واهمل اصلا
درس جديد
ذكرنا بالدرس الماضي اسماء الشهور العربية عند القدماء والان نذكر اسماء
الشهور عند ثمود فقد ذكر ابو بكر محمد بن دريد الازدي في كتاب الوشاح ان
ثمودا كانوا يسمون الشهور باسماء اخر وهي هذه :-
موجب وهو محرم ثم موجر ثم مورد ثم ملزم ثم مصدر ثم
هوبر ثم هوبل ثم موهاء ثم ديمر ثم دابر ثم حيفل ثم مسبل
وانهم كانوا يبتدؤون بها من ديمر وهو شهر رمضان وقد نظمها ابو سهل عيسى بن
يحيى المسيحي في شعره فقال :
شهور ثمود موجب ثم موجر ------------- ومورد يتلو ملزما ثم مصدر
وهوبر ياتي ثم يدخل هوبر ---------------- وموهاء قد يقفوهما ثم ديمر
ودابر يمضي ثم يقبل حيفل --------------- ومسبل حتى تم فيهن اشهر
ولم تكن العرب تسمى ايامهم باسام مفردة كما سمتها الفرس لان الفرس سموا لكل
يوم اسم فلايام الشهر 30اسما سياتي ذكرها في محله ان شاء الله وان العرب
القدماء كانوا لا يعرفون اسماء الايام المعروفة الان أعنى السبت أوالاحد
الخ لأنهم أفردوا لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم اسما على حدة مستخرجا
من حال القمر وضوهءفيها فاذا ابتدؤوامن أول الشهر إول الشهر إلى ثلاثة ايام
منه (غرر) جمع غرة وغرة كل شىء أوله وقيل بل لأن الهلال يرى فيها كالغرة
ثم من يوم أربعة إلى يوم ستة (نفل ) ومن قولهم تنقل إذا ابتدأ بالعطية من
غير وجوب وسمى بعضهم هذه الثلاثة الثانية (شهيا) ثم للثلاثة الايام الثالثة
(تسع) لان اخر ليلة منها هي التاسعة وسمى بعضهم هذه الثلاث الثالثة (البهر
) قال لانه تبهر ظلمة الليل فيها
ثم (13) اعني من العاشر حتى الثاني عشر لان اولها العاشرة
ثم 3(بيض) وهي من 13-15 لانها تبيض بطلوع القمر من اولها الى اخرها
ثم 3(درع) وهي 16‘17 18‘ وذلك لاسوداد أوائلها تشبيها بالشاة الدرعاء
والاصل هو التشهبيه بالدرع الملبوس لأن لون رأس لابسه يخالف لون سائر بدنه
ثم ثلاث (ظلم) وهى 19‘20‘ 21‘ لاظلامها فى أكثر أوقاتها 0
تم ثلاث (حنادس ) وهى 22 ،23،24 وقيل لها ايضا (دهم) لسوادها
ثم ثلاث (دأدى) وهي 25 ,26،27 لانها بقايلوقيل ان ذلك من سير الابل وهو
تقدم يد يتبعها الاخرى عجلا ثم ثالث (محاق) وهي28-29-30لا نمحاق القمر
والشهر وخصوا من الشهر ليالي باسماء مفردة كاخر ليلة منه فانها تسمى
(السرار ) لاسترار القمر فيها وتسمى (الفحمة) ايضا لعدم الضوء فيها ويقال
لها (البراء) لتبرؤ الشمس فيها وكاخر يوم من الشهر فانهم يسمونه (النحير)
لانه ينحر فيه أي يكون في نحره وكالليلة الثالثة عشر فانها تسمى السواء
والرابعة عشر (ليلة البدر) لامتلاء القمر فيها وتمام ضوئه وكل شيء قد تم
فقد بدر كما قيل للعشرة الاف درهم بدرة لانها تمام العدد ومنتهاه بالوضع لا
بالطبع .
وقد كانوا اعني العرب يستعملون فيها الاسابيع وهذه اسماؤها القديمة (اول )
وهو الاحد ثم(اهون) اعني الاثنين (جبار) الثلاث (دبار) الاربعاء (مؤنس)
الخميس(عروبة) الجمعة (شيار ) السبت – وذكرها شاعرهم فقال :
اؤمل ان اعيش وان يومى -------------- باول او باهون او جبار
او التالي دبار فان افته --------------- فمؤنس او عروبة او شيار
ثم احدثوا اليها اسماء اخر في هذه وهي الاحد الاثنين الثلاثاء الاربعاء
الخميس الجمعة السبت ويبتدؤون بالشهر من عند رؤية الهلال وكذلك شرع في
الاسلام كما قال الله تعالى( يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج )
ثم منذ سنين نبتت نابتة ونجمت ناجمة ونبغت فرقة جاهلية فنظروا لاخذهم
بالتاويل وولوعهم بسب الاخذين بالظاهر بزعمهم الى اليهود والنصارى فاذن لهم
جداول وحسبانات يستخرجون بها شهورهم ويعرفون منها صيامهم والمسلمون مضطرون
الى رؤية الهلال وتفقد ما اكتساه القمر من النور واشترك بين نصفه المرئي
ونصفه المستور ووجدوهم شاكين في ذلك مختلفين فيه مقلدين بعضهم بعضا بعد
استفراغهم اقصى الوسع في تامل مواضعه وتفحص مغاربه ومواقعه ثم رجعوا الى
اصحاب علم الهيئة فالفوا زيجاتهم وكتبهم مفتتحه بمعرفة اوائل ما يراد من
شهور العرب بصنوف الحسبانات وانواع الجداول فظنوا انها معمولة لرؤية الاهلة
واخذوا بعضها ونسبوه الى جعفر الصادق رضي الله عنه وزعموا انه سر من اسرار
النبوة
وتلك الحسبانات المبينة على حركات النيرين الوسطى دون المرئية اعني المعدلة
ومعمولة على ان سنة القمر 354يوما وسدس وان 6اشهر من السنة تامة و6ناقصة
وان كل ناقص منها فهو تال لتام على ما عمل عليه في الزيجات وذكر في الكتب
المنسوبة الى عللها فلما قصدوا استخراج اول الصوم واول الفطر بها خرجت قبل
الواجب بيوم في اغلب الاحوال فارتبكوا حينئذ واولوا طرفا من قول النبي صلى
الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فقالوا ان معنى قوله صوموا
لرؤيته صوم اليوم الذي يرى الهلال في عشيته كما يقال تهيؤوا لاستقباله
فتقدم التهيؤ للاستقبال قالوا وان شهر رمضان لا ينقص من 30
فاما اصحاب الهيئة ومن تامل الحال بعناية شديدة فانهم يعلمون ان رؤية
الهلال غير مطردة على سنن واحد لاختلاف حركة القمر المرئية بطيئة مرة
وسريعة اخرى وقربه من الارض وبعده وصعوده في الشمال والجنوب وهبوطه فيهما
وحدوث كل واحد من هذه الاحوال له في كل نقطة من ذلك فلك البروج ثم بعد ذلك
لما يعرض من سرعة غروب بعض القطع من فلك البروج وبطء بعض وتغير ذلك على
اختلاف عروض البلدان واختلاف الاهوية اما بالاضافة الى البلاد الصافية
الهواء بالطبع والكدورة المختلط بالبخارات دائما المغبرة في الاغلب و ما
بالاةعال الازمنة اذا غلظ وسي بعضها ورق في بعض وتفاوت قوى بصر الناظرين
اليه في الحدة والكلال وان ذلك كله على اختلافه بصنوف الاقترانات كائنة في
كل اول شهري رمضان وشوال على اشكال غير معدودة واحوال غير محدودة فيكون
لذلك شهر رمضان ناقصا مرة وتاما اخرى وان ذلك كله يتفنن بتزايد عروض
البلدان وتناقصها فيكون الشهر تاما في البلدان الشمالية مثلا وناقصا هو
بعينه في الجنوبية منها وبالعكس ثم لا يجري ذلك فيها على نظم واحد بلى يتفق
فيها ايضا حالة واحدة بعينها لشهر واحد مرارا متوالية وغير متوالية فلو صح
عملهم مثلا بتلك الجداول والحسبانات واتفق مع رؤية الهلال او تقدمه يوما
واحدا كما اصلوا لاحتاجوا الى افرادها لكل عرض على ان اختلاف الرؤية ليس
متولدا من جهة العروض فقط لكن اختلاف اطوال البلدان فيها اوفر نصيب لانه
ربما لم ير في بعض البلاد وراى فيما كان اقرب منه الى المغرب وربما اتفق
ذلك فيهما جميعا وذلك مما يحوج ايضا الى افراد الحساب والجداول لكل واحد من
اجزاء الطول فاذن لا يمكن ما ذكروه من تمام شهر رمضان ابدا ووقوع اوله
واخره في جميع المعمور من الارض متفقا كما يخرجه الجدول الذي يستعملونه .
عدل سابقا من قبل ابومحمدالروحاني في الجمعة 25 ديسمبر 2009, 22:02 عدل 2 مرات